كتبت _ أمينة سعد 

الدخان والمنظرون ابداع روائى جديد متمثل فى روايتين صدرتا حديثا للأديب والروائى  اياذر ىدم الطيب تناولت رواية المنظرون حياة عجوز يستعيد ذكرياته الاولى ويحاصره الخيال في حكم حاضره المؤلم، عجوز إسمه ” يعقوب الأبيض ” . مغامراته الطفولية، مراهقته، شبابه وفترة شيخوخته، مع تداخل حياة المدينة بكاملها بكل ما فيها من وقائع وأحداث الآلام والمصائب، الأحزان والمواساة، الأفراح والأتراح، السعادة والقسوة، والفراق والضعف والإنكسارات، رسم متكامل لكل ما يجري في المنطقة وما حولها.

يعيش يعقوب الأبيض على الآمال الضعيفة والهشة والدعوات بعد أن أصابت حياته وخزة تعاسة باردة وهجران كسول من أبنائه ولعنة سياسية جديدة ضربت المدينة واسودت سماء الجغرافيا بالهموم والتعب، فبدأ يحاول التواصل مع زوجته المتوفية ( ياسمين ) بعد أن فقد الأمل في الأحياء يستعيد ذكرياته بحزن ورثاء

تفاصيل  حياة يعقوب الأبيض مع الظروف المأساوية التي طغت على مدينته التي سماها الكاتب “مدينة العالم ” بسبب التباين السكاني وزوارها والمستكشفون الجدد، إذ تعد مدينة العالم منطقة حضارية وتاريخية بها موارد اقتصادية عالية الجودة وتعد منطقة أثرية. يقودنا الكاتب إلى معرفة مغامرات يعقوب الأبيض في فترة شبابه الذي جاب نصف الكرة الأرضية حين كان يعمل بحارا، وحياة أبنائه الذين توزعوا في العالم . ونقرأ حياة أبنائه الذين جابوا العالم وأصبحوا يحاكون تفاصيل حياته القديمة. إنها رواية مليئة بالتفاصيل الدقيقة برؤية نقدية للناقد عثمان خاطر .

فيما تعتبر روايته الدخان مزيج من المشاعر مابين الحب والحنين والذاكرة المتقدة بالفواجع

هذه الرحلة لسوايسة أمدرمان وهم يحملون أحلامهم وامالهم متأبطينها للزمن وهو العاتي ألذي لا يرحم ،كما أنها دلالة ربط وثيق بين النيل وشعبه العظيم في السودان ومصر متمثل في مدينتين من أعرق المدن في أفريقيا والعالم مدينة أمدرمان هي العاصمة الشعبية للسودان حيث تجد فيها انصهار الشعب السوداني بكل مكوناته بالتالي اخرجت لنا كم من الثقافة الامدرمانية الجميلة لذلك كان لا بد لها أن تمثل السودان في هذا السوح المشاعري الدخان ثم نآتي  للطرف الثاني  السويس  ولقبها بلد الغريب  قلبهاابيض حليب او كما اسماها أهلها مدينة الصمود والنضال حق لها التمثيل أيضا.

وبوصف أدق الكتاب هو توثيق مختلف لعمق العلاقة بين شعبي وادي النيل العظيم السودان ومصر ولأشخاص سودانين يعيشون بما هم عليه من سودانيتهم وحبهم لمصر والسودان .