المؤرخ السويسى فاروق متولى يكتب … الرجل الغامض يحكم المدينة
- مقالات
- 05 أغسطس 2021
- d M Y
- 6860 مشاهدة
كتب _ فاروق متولى
كلما فتح السوايسه قلوبهم لمحافظ أحبوه تخطفه النداهه لظروف غامضه مع حظ السوايسه اللي لايعيش لهم محافظ وفوجئوا في ٢ ديسمبر عام ١٩٦١ بتعيين اللواء شعراوي جمعه محافظا للمدينه وهو القادم من موقعه الثاني من جهاز المخابرات مما فتح شهية كل المشتغلين بالعمل العام في السويس لمعرفة مايجهلونه عن تفاصيل السيره الذاتيه لهذا الوافد الجديد الغامض الذي جاء يحكم مدينتهم فقد كان أقصي مايعرفونه عنه انه راجل صارم بتاع مخابرات مايعرفش أبوه في الشغل
وسرعان ماتبين للناس انها البدايه الحقيقيه لمرحله جديده في تاريخ الخطه التي وضعها الرئيس جمال عبد الناصر لاعادة ترتيب البيت من الداخل عقب ضربة الانفصال الغادره من سوريا
كان شعراوي جمعه قد أمضي الفتره الاولي في السويس بدراسة الجغرافيا البشريه للسكان والشخصيات الموجوده بها وقد استقر رأيه علي التخلص من القيادات المنتميه لأحزاب ماقبل الثوره بهدف تمهيد الأرض للقيادات الجديده لتحل محلهم والدفع بهم الي ساحة العمل الوطني والذين كان منهم المهندس جمال سعد ليتولي قيادة الاتحاد الاشتراكي مع اختيار مجموعه من القيادات الشبابيه العماليه مثل عبد الهادي ناصف وفاروق السيد متولي والسيد احمد موسي سالم الذي اعجب به بعدما وجد فيه سعة الاطلاع والثقافه الموسوعيه والقادم من القطاع الريفي بالاضافه الي عدد من القيادات البتروليه كما المهندس احمد عز الدين هلال ود. رمزي الليثي…
وفي نفس الوقت اتخذ خطوه بالغه الأهميه باقامة معهد لتخرج القيادات تحت مسمي المعهد الاشتراكي ودفع بعدد كبير من شباب السويس للالتحاق به مثل محمد احمد عيد وحسين العشي ومحمد حافظ وسيد ابو طالب وفوزي عبد الغني وحمزه خطاب وحامد حسب وعادل الأشوح وساعده في ذلك تبنيه للاستاذ محمد عروق المذيع السويسي باذاعة صوت العرب الذي حشد له مجموعه من كبار المفكرين للنهوض بالمعهد معتمدا علي ماتوافر له من معلومات اجهزة الأمن المحليه وهو ماسمح له بتكوين صوره دقيقه عن كافة الاوضاع السياسيه في المحافظه وقبل ان يتولي العمل الفعلي شارك في العمل الجماهيري والالتحام بأهالي الاحياء الشعبيه والفقيره ودخل الكفور يستمع الي مطالبهم دون الاهتمام بالشكل الجمالي الذي سلكه سلفه .
ويقول الراحل الكبير حسين العشي في كتابه مدينه تتحدي الزمن بأنه لما كان في العشرين من عمره وفرحان بشبابه كان يصدر جريدة حائط يعلقها في الميادين وكانت بداية الصدام بينه وبين شعراوي جمعه عندما علق علي خبر كتبته احدي الصحف المحليه عن لقاء المحافظ يتوسط مجموعه من أهالي احدي المناطق الشعبيه وهو يتناول معهم((ساندوتش طعميه سخنه )) كسر فيه معهم تابوه الخوف والحواجز الشكليه بينه وبينهم فأحبوه لدرجة قيامهم بمحاولة رفع سيارته من علي الارض بفضل شقة طعميه سخنه كسر فيه معهم تابوه الخوف والحواجز الشكليه بينه وبينهم فأحبوه لدرجة قيامهم بمحاولة رفع سيارته من علي الارض بفضل شقة طعميه سخنه حركت المياه الراكده وعندما تفهم سيادته الموضوع أصبحت صداقته بحسين العشي ممتده الي الأبد.
قام شعراوي جمعه ببناء العديد من المساكن الشعبيه والمجالات الخدميه في الاربعين وكذا الوحدات الصحيه في القطاع الريفي ومحطة الاتوبيس العام في زارب والمدارس الابتدائيه والاعداديه التي أتاحتها الخطه الخمسيه الاولي ١٩٦١/ ١٩٦٦ مما أكسبه شعبيه كبيره دخل بها قلوب السوايسه الخالي
وركز اهتمامه بتطوير مبني بيوت الشباب باعتباره فندق عالمي مجهز لاستقبال شباب العالم ولترسيخ التواصل بين الشعوب مستعينا بالخبرات المتعدده واهمها الخبرات الاداريه لصديقه الاستاذ علي متولي سويلم المدير العام السابق والبعيد تماما عن المهاترات السياسيه مع اجادته للغات الاجنبيه بالاشراف علي بيوت الشباب ثم تولي ادارته فيما بعد ا قدري نصر رائد الشباب النشيط وعضو المجلس المحلي حتي توقف نشاط بيوت الشباب تماما في الستينات ثم تم هدمه وأصبحت الارض التي كان مقام عليها مطمعا لكبار ملوك غسيل الأموال وبناة الأبراج حتي كادت المحافظه تحوله الي جراج عمومي في غياب وزارة الشباب والرياضه…وسك علي الموضوع.
كان قد صدر قرار رئيس الجمهوريه جمال عبد الناصر بنقل شعراوي جمعه ليتولي وزارة الداخليه في الفتره من ١٩٦٦ / ١٩٧١ نظرا لجهوده المبذوله في السويس ثم صدر قرار رئاسي بتولي شعراوي جمعه عضويته فى المجلس الوزاري للوحده رغم ان منصبه الجديد هذا بلا حقيبه سياسيه لكن تبين فيما بعد ان الرئيس كان يجهزه ليتولي منصبه الجديد نائبا لرئيس مجلس الوزراء للوصول به لرئاسة مجلس الوزراء..لكن من عجائب القدر بينما هو في طريقه الي رئاسة الوزراء تطيح به ثورة التصحيح في ١٥ مايو ١٩٧١ فلا هو طال عنب اليمن وبلا بلح الشام.
ملحوظة .. تم نشر هذه المقاله بالتفصيل كلاكيت ثاني مره مأخوذ بعض مافيها من كتاب مدينه تتحدي الزمن للكاتب الراحل حسين العشي.