كانت ترعة المغربي تتخذ طريقها من قرب نهاية ترعة اﻻسماعيليه بميدان الهويس لتمر جنوبا بالشارع المسمي باسمها زمان والباسل خاليا عندما كان اﻻدميرال ابراهيم بك حليم محافظا للسويس(1909/ 1913) لتشطر هذه الترعه السويس الي نصفين بالعرض خلال رحلتها جنوبا اسفل الكوبري الي ميدان الترعه بهدف توصيل مياه الري للأراضى الزراعيه القاصيه واستخدماتها بمصافي شركة ابار الزيوت اﻻنجليزيه المنشأة عام 1911 ومعمل تكريرالبترول الحكومي عام1921
لكن مرور الترعه وسط هذه الطرق رغم ضيق عرضها اﻻ انها كثيرا ماكانت تسبب ازعاجا وتلوث للبيئه شبيه بالثقافه الريفيه عن نساء يغسلن اﻻواني وجواميس تسبح فيها واطفال يبلبطوا في مياهها بمظهر غير حضاري داخل مدينه اقتبست ثقافات العالم المتحضر لتبثه داخل باقي المحافظات
ثم تواصل مياه الترعه وصولها الي منطقة حوض الروض ومن علي يمينها منطقة اليهوديه التي كان يتم فيها دفن بعض اليهود المصريين المقيمين بالسويس بها ممن كانوا يعملون بالتجاره رغم انه لم يستدل علي قبورهم حاليا
وتقع علي يمين الترعه مقابر الكومنولث المنسقه واللي منظرها يرد الروح وكان قد تم وجودها عام 1917 لتضم رفات ضحايا الحربين اﻻولي والثانيه من جنود بريطانيا وفرنسا واستراليا والهند كما تتولي السفاره البريطانيه حتي اﻻن رعاية شئونها
والمدهش ان اسر هؤﻻء الضحايا كانوا يحضرون سنويا لزيارة قبور ذويهم وسط فريق كامل من العازفين بالفرق الموسيقيه الجنائزيه ومن حاملي باقات الورود ولكنها توقفت منذ سنوات طويله
وعلي يسار الترعه امام هذه المقابر علي الضفه اﻻخر يوجد حاليا منشأت مركز سليم الحى واللى كان زمان ملعب كرة دوري الشيخ سيد والذي يبدأ قريبا منه الكوبري المتجه الي شارع عمربن عبدالعزيز وتمر الترعه اسفله لتستكمل رحلتها الطويله كما تقع علي ناصية هذا الطريق مدافن اليونانيين اﻻرسوذوكس الذين كانوا يمثلون اﻻغلبيه اﻻجنبيه بالمدينه وتجاورهم مباشره مدافن اﻻخوه المصريين المسيحيين
والجدير بالذكران جميع تلك الجبانات بما فيها مدافن روض المسلمين والذي سنزوره ان اجﻻ او عاجﻻ قد تواجدت خارج نطاق الكتله السكانيه لمسافه جغرافيه بعيده بل واﻻكثر اندهاشا هي هواحس الخوف التي كانت تسيطر علي الكثيرين من العامه خوفا من ان تخطفهم ” المزيره ” في عز الضهر.
وكانت مياه الترعه تنساب علي امتداد شارع النيل لتروي الحقول الزراعيه المتواحده علي حانبيه والمملوكه لبعض سكان المنطقه وبعد ردم الترعه (سوف يجئ ذلك تفصيلا )تحولت هذه المنطقه برمتها الي اراض مهجوره ومقالب للمخلفات ولكنها تحولت حاليا ومنذ سنوات قليله الي عديد من المدارس واﻻبراج الشاهقه غيرت موازين المنطقه بعدما انسابت في الشارع اﻻموال بديلا عن المياه
وكانت الترعه قبل ردمها تمر في طريقها امام مصنع الزراير الذي أنشأه طلعت حرب باشا عام 1948 لتصنيع الزراير من اﻻصداف البحريه ولكنه اغلق ابوابه ﻻمور اقتصاديه لتواصل الترعه وصولها الي نافورة الدرافيل امام ابراج الصفوه الحاليه قاصده مشارف مصبها في الخليج قبل ان تقع الواقعه التي ادخلتها صفحات تاريخ السويس .
ولكن ماذا حدث لهذه الترعه خلال باقي رحلتها قبل المصب؟ هذا ماسنعرفه قبل ان نعود الي حي اﻻربعين في اللقاء الخامس باذن الله … انتظرونا …