رئيس مجلس الادارةحسام محمود
رئيس التحريرأمينه سعد

الى المستقر … قصة قصيرة بقلم … هدى الشريف

  • أدب
  • 12 ديسمبر 2021
  • 1028 مشاهدة
الى المستقر … قصة قصيرة بقلم … هدى الشريف
و يعتقد البعض ان تلك الحواري القديمه ف الاحياء الاقدم هي مجرد حوائط معظمها ايل للسقوط , لم يخطر ببال احد ما تحتويه هذه الجدران من احزان هي التي قسمت ظهر الحوائط وجعا , لو تستطيع تلك الاعمدة ان تنطق لصرخت من الالام , واستغاثت بالمارين ان يعجلوا بالانقضاض عليها و تسويتها بالارض لتنتهي تلك الذكريات المؤلمة 
منذ سنوات انا حبيس جدرانها ,قهرت قوتي و تغذت هي علي طاقتي , ظلت شامخه لا يقهرها سن و لا عمر يمر و انا كبرت بين حوائطها وحدي , لا يدركني منها سوي المرضي .
اصوات الاطفال التي تاتي الي مسامعي من الحارة , تطمنئ انني مازلت احيا . تهدا من ثورتي ،تبدو كانها ترانيم ملائكيه تهديها لي السماء .. 
حتي النوم لا يأتيني الا بعد الفجر حين تبدا الشمس في السطوع و تنير لي تلك الحجرة زاوية واحدة يتسرب اليها الضوء من خلال فتحات اجبارية في الحائط و يسري دفئها في تلك الحوائط الباردة التي تنهش في عظامي فاغفو قليلا .. و تتدفق اقدام المارة أمام تلك النافذة الصغيرة  تتحرك في سرعه ذهابا وايابا ، لقد اصبحت اميزها جميعا حين تدق ف الارض مهرولة الي رزقها 
في كل صباح يأتي أشعر بأن هو الصباح الأخير لتك المعاناه
طرق علي بابي . تحاملت و بصعوبة شديدة جررت قدماي وسندت علي تلك الحوائط لعلها تقويني حتي وصلت لباب الغرفة لم أكد افتحه حتي رأيت وجهها لم تغيرها السنوات الطويله 
ربما أذدات شعرها أسفل الطرحة طولا ولكن هي نفس الطيبه و البسمة الهادئه التي كنت افتقدها
تبسمت في وجهي لم أكن احسب كم مر من الزمن ولم اراها  …لم تنطق سوي بجمله واحدة وحشتني تعالي وجرت و لم تسعفني قدماي للحاق بها
لم ينطق لساني سوي بكلمة . ازاي هجي انا بمشي بالعافية .. تحاملت و عدت الي فراشي لم تفارقني كلماتها
………….وحشتني تعالي …………….
وجدتني علي حافة السرير وتذكرت الحلم ومددت يدي أتحسس مصحفي و بجواره صورتها ، منذ ان رحلت لم أغير مكانها ، لم يكن لي غيرها، لم يهبها الله الإنجاب ، وتعاهدنا ورضينا بالنصيب ، لكنها رحلت و تركتني
وقت الضيق كنت اصلي و اظل ابتهل الي الله و تتمايل راسي وانا اقرأ القرآن في نشوة تاخذني الي عالم الصفاء و تغذي روحي و يتخلص جسدي من كل الاوجاع .،بعدها دائما أراها في منامي ، وكان الله يهديني الصبر علي فراقها .
و اتذكر بسمتها الهادئة مرسومه في كل ملامح وجهها وأتذكر يداها وهي تدلك قدماي وهي تتمتم بآيات الشفاء وكنت أشعر بدفي يسري ف قدماي يزداد مع قوة صوتها ،، لم أدرك نفسي الا و انا مستيقظ كلي نشاط وبدون وعي مني نهضت و لم أدرك انني استطيع المشي الا و انا في جلبابي الابيض متوجها إليها
اليوم قبضه يداها اقوي ، صوتها كله فرح ، مختلفه هي شدت علي يدي و سرنا سويا والتفت خلفي ، وجدت جسدي علي حافه السرير و بجواره عصاي ، وقتها أدركت أننى فى طريق العودة معها الى الله

شارك برأيك وأضف تعليق

حقوق النشر لموقع الكاميرا نيوز 2024 ©