رئيس مجلس الادارةحسام محمود
رئيس التحريرأمينه سعد

حنين … قصة قصيرة … بقلم … هدى الشريف

  • أدب
  • 27 ديسمبر 2021
  • 1164 مشاهدة
حنين …  قصة قصيرة  … بقلم … هدى الشريف

وقبضت بيديها المرهقتين علي مقبض باب غرفتها هاربة  تحمل روحها علي كتفيها  …  تجرجر قدميها البائستين نحو سريرها  الذي لم يفتح فمه ليبوح لاحد بانه كان مسرحا لمعاركها السريه

جلست تحتضن عامود زاويته الذي طالما تلصص عليها اعوام وعانقت قطع ملابسها الملقاه في لحظه مخمورة اختلطت رائحه عطرها اليتيم الممزوج بدخان سيجارتها المنبعث من فمها و كانه هارب من فوهه بركان .

غامت عينيها و كانها تستعد لاستقبال موج متلاطم يشتاق العبث بخدودها التي شق فيها الدمع نهرين من اليأس.
القت بجسدها علي سريرها و كانها تحتضن حبات المطر علي ارضهاالبور متطلعة الي سقف الغرفة المتشوق عطشا لمشاهده فيلمه المفضل كل ليله .
لا يشاركه فيه احد سوي الجدران التي تحمله ومرآه تلتهمها حين تترك سريرها لتذهب اليها تتلو عليها حنينهاوبعض من حرقه شوقها المرهق عبر السنين و دمعاتها المبعثرة علي جدارن أوردتها المنهكة التي شارفت ان تغادر جلدها من لوعه الانتظار .
وروح اتشحت بخيوط شيب بيضاء في خريف مؤلم تنتظر تذكرة الهجرة الي بلاد لاتعرف الآ الصمت .لا يوجد بها جدران ولا سقف يتلصص ولا عامود زاويه يحتضن قطع ملابسها المتناثرة تتحسس بيدها جسدها تمعن في تفاصيله تغوص بيدها في شعرها الذي اصبحت خصلاته البيضاء تضاجع خصلاته السوداء في فوضي عارمه لانجاب شيب جديد  … 
ثم تداعب خصلاته البكر باصابع يملؤها الشوق و تداعب خديها برفق تتلمس اصابعها الطريق الي شفتيها  تنظر اظافرها الي صدرها النافر وكانها تتربص به لاغتياله ودت اظافرها لو انتحرت وسقطت في الممر الشائك بين النهدين .

آآآهة مكتومة بتنهيدة 

لم تتمالك نفسها حين وقعت عيناها عليه ابتلعت ريقها بصعوبه بالغه حين شاهدت احمراره الشديد كحمره الشمس وقت غروبها لم تعد تستطع الأ ان تلقي في يديها لتحتضنه بلهفه ودت ان تنتحر من شده شوقها اليه ضمته بين احضانها وقفت تراقصه علي انغام الصمت و ايقاع الوحدة ,دارت في كل ارجاء الغرفة ترسم احلامها المؤجله علي جسدها المشتاق
ودت لو انها تستطيع ان تسافر به عبر المجرات سابحه في غموضه و تستسلم له تتركه يعبث بها راغبه في ليل يروي حرمان السنين .
و استلقت علي ظهرها فوق سريرها المتشوق للدفئ واهات متمرده ممزوجه بعشق ملتهب تود ان تصرخ به منتظرة بلهفة .. تركت اصابعها المرتعشه معه لينقش علي جسدها المشتاق .. تغيب عن الوعي مخمورة لتروي حرمان ايام ثكلي .
ت .. س .. ت .. س ..ل .. م  ..   له  ..ترسم علي صدرها قلوب عدة  ودوائر وحروف وزهور
تحدثه بصوت هامس تداعبه باصابعها  تتشمم رائحته ..يذوب في يدها  ينهار لم تعد تستطيع الإمساك به يقع علي الارض .. تسقط حمرته . يتناثر . يتلاشي .
كان رفيق ليلها البارد لم تعد تستطيع الحفاظ عليه  لن يزين مرآتها  لن تجده علي تسريحتها بعد الان .. فاقت مندهشة . ادركت انها بحاجة الي قلم روج اخر .

… تمت … 

 

شارك برأيك وأضف تعليق

حقوق النشر لموقع الكاميرا نيوز 2024 ©