كنت أحب فيها طريقة حبها لى ، و الأساليب المتعددة فى التعبير عن هذا الحب ، فتارة تعبر عنه بعينها و أخرى بلمساتها ، و ثالثة بمداعباتها التى لا تنتهى ، كنت أحب رقتها و هدوئها ، و كثيراً ما جلست أتأملها و هى نائمة ، ممددة , حتى و هى تتثائب كانت تبدو رائعة ، جميلة تختال فى مشيتها ، تحافظ بشكل مبالغ فيه على نظافتها و نضارتها
و فى يوم تسللت من البيت و خرجت إلى الشارع ، و يبدو أنها تاهت فى زحام القاهرة .
بعد أكثر من شهرين سمعت دقاً واهناً على باب شقتى .. إنه صوتها
نعم .. فأنا لا أخطئه و لا أخطىء نبرته التى تعودتها لسنوات .. فتحت الباب ، فوجدتها و لكنها أبداً لم تكن هى ، كل ما فيها ذابل ، عيونها لم تعد بنفس البراءة إختفت منها اللمعه التى طالما عشقتها .. لوثتها الشوارع ، أغلقت الباب و لم أسمح لها بالدخول و ذهبت إلى المطبخ و جهزت لها طعاماً سريعاً ، أعرف أنها تحبه ، قدمته لها ، أقبلت على تناوله بنهم شديد ، أغلقت الباب ، و ظلت هى بالخارج .
و هكذا أصبح هذا هو شكل العلاقة بيننا .. فهى فلم تعد بعد قطتى التى أحببتها و خرجت يوماً دونما إستئذان .