عروس الحلم المهجور … قصة قصيرة بقلم … هانى طاهر
- قصه
- 23 يونيو 2016
- d M Y
- 2987 مشاهدة
فى جوف الليل.. كنت اسرع الخطى للقاءها.. كنت اشتاق الى موعد جديد معها.. بعد ان امتنعت عن زيارتها برغبتى.. رغم ان رؤيتها تسعد فؤادى.. ومع اقترابى من الشاطئ وقد بدأ صوت تلاطم الامواج قريبا.. لكنى حاولت ترتيب كلمات اقولها عند سؤالها بسر غيابي عنها
وعندما لاحت لى مياه البحر وتلاطم امواجه.. شدنى مفاجاة وجودها على غير عادتها فوق صخرة صغيرة تداعب تلاطم الامواج بأناملها.. ناديت عليها هامسا: “عروسة البحور” .. رمقتنى بنظرة عيونها اللوزية وهى تبتسم بلطف وفى عينيها لوم وعتاب.. لأجد قشعريره فى قلبى من نظراتها والحنين اليها.. “عروسة البحور” اؤمت برأسها للناحية المقابلة عندما همست مجددا بإسمها.. وقد رفعت ذيلها لاعلى والذى تلألا مضيئا ظلمة الليل بقشوره الفيروزيه.. وظلت تداعبه بيدها وتغمسه فى مياه البحر اكثر من مرة.
اقتربت اطئ بقدمى مياه البحر وكأنى ابحث عنها فى بدايه كل مرة اصل فيها للشاطئ للقاءها.
وعندما اقتربت منها قذفت بذيلها ماء البحر فى وجهى.. وقد شهقت من قوة المياه المندفعة نحوي.. فضحكت بشدة وكأنها تريد ان يسمع كل الكون صوت ضحكاتها.. فهبطت من الصخرة واقتربت منى ولمست بأناملها كل جزء فى وجهى.. وكأنها تكتشفه لاول مره.
هان عليك كل هذا الغياب عنى”
قلت بصوت متحشرج محاولا ان اتخلص من حاله الارتباك عندما لامستنى: “اميرة البحور” .. قالت وهى تتنهد: “اميرتك فى غيابك اتعس مخلوقة فى البحور”.. ثم فجأة القت بصدرها على صدرى.. وقد زادت سرعة ضربات قلبى.. وانا اتحسس دفئ مشاعرها.. مرت بضعا من الوقت ونحن متشبثان ببعض دون همس.. الى ان رفعت رأسها نحوى بعد ان ابتعدت قليلا عنى قائلة: – “هل ستغيب مرة اخرى”
قد قلتها لكى يا اميرتى من قبل لن تجدينى وانا مكتئب وغير راضى بمن حولى”.
فسحبت يدى من اناملها برفق: هل نسيت اعترافك بأن دنياك ليست بأفضل حالا من دنياى”
ظلت تتأملنى بشدة وكأنها تحفظ كل ملامح وجهى.. بل شعرت بوخز فى قلبي.. وقد تيقنت اننا نودع بعض.
وعندما ترقرقت عينيها بالدموع قالت بصوت يكسوه نبرة الحزن: “اذن لم يبقى لى من رؤياك سوى احلامك”.
مسحت دموعها بأناملى وقبلت يديها ثم تأهبت مستعدا للانصراف.. وقلت وانا لا استطيع مواجهة سهام اللوعة من عيونها: ” حتى احلامى اخشي ان تبقى للابد كوابيسا”