لم تكن منطقة اﻻربعين قد ظهرت علي الخريطه المصريه اﻻ خلال العام الميلادى 1886 عقب افتتاح قناة السويس بعشرين عاما بعدما استقر بها الوافدين من المحافظات المصريه الطارده للسكان الي مدينة السويس الجاذبه للسكان من العاملين الذين اشتركوا في حفرالقناه فكانوا بمثابة النواه اﻻولي التي نمت وترعرعت بالمدينه بداخل الكفور
وبالرجوع الي المفهوم اللغوي لمعني الكفور نجدها تعني اﻻراضي ( القفراء) اي التي ﻻزرع فيها وﻻشجر ومفردها (قفر) ولكنها تكتب وتنطق بحرف الكاف
.وكان بعض اهالي السويس قد اشتروا تلك اﻻراضي القفراء من الدوله برخص التراب في بداية القرن التاسع عشر مع بعض رعايا الدول اﻻجنبيه كما الخواجه شارل النمساوي وزارب zareb اليوناني عندما كان القانون يسمح بذلك …ومن هؤﻻء السوايسه الذين تملكوها باﻻربعين شرق اسرة البديوي وجليدان وفؤاد والنجاري وعقده واوﻻد سﻻمه وعزوز وشارل واحمدعبده وكفرالنسوان حيث من المؤكد ان تلك التسميه الغريبه كانت تصب في صالح المرأه وﻻتغبن حقها اوتقلل من وجودها بل تزيدها تمسك بقدرتها كقوه ناعمه
وكانت اﻻربعين غرب تضم كفور شميس وابراهيم علي وراشد وكامل وسليم وعاكف وكفافي وكان سكانها قد التحق بعضهم بالعمل بشركات البترول عند نشأتها وبالمحاجر وهيئة القناه ومنهم من فضل التجاره الحره منفردا لمبيعات اﻻقمشه والسجاجيد وعلي عينك ياتاجر ثم اصبحوا فيما بعد من كبار تجار المانيفاتوره ولعبة البليه مع من تاجرفي المواشي واصبحوا اباطرة تجارة اللحوم وهذا بالتاكيد في سبيل لقمة العيش الحﻻل في زمن كان ﻻيعرف الغش
أما عن التركيبه السكانيه فكانت قائمه علي اﻻحترام المتبادل بعيدا عن العنف الذي يهيمن علي الشارع اليوم عموما …وبعد توقيع اتفاقية معاهدة 1936 التحق البعض بالعمل بمعسكرات القوات البريطانيه في الشلوفه وكبريت والكمامنتو وغيرها
وفورالغاء تلك المعاهده المجحفه في اكتوبر 1951 دفعتهم الوطنيه الي ترك اعمالهم لدي المحتلين وتولت مكاتب العمل بتوزيعهم علي المصالح والشركات …وكان من الطبيعي ان ترعي شئون ابناء تلك المحافظات القادمين منها داخل الجمعيات التي تواجدت مبانيها باﻻربعين وكان يحلو لبعض الظرفاء تعريفها تجاوزا بالسفارات اﻻجنبيه المعتمده علي ارض السويس تتزايد اعدادها كلما تزايدت اعداد الوافدين الجدد ومنها جمعيات قفط والقرعان والعوامره قبلي وبحري والمشاوده واوﻻد علي واوﻻد داوود والخميسيه السوهاجيه واشراف قنا والقلعه والبراهمه والكﻻحين
ثم تطور اداء عملها مع التطور المجتمعي كما عقد الندوات اﻻدبيه والثقافيه ..وعلي الرغم من زيادة اعدادهاباﻻضافه الي جمعيات التنميه بالسويس الي قرابة ال160 جمعيه اﻻ ان رجل الشارع لم يسمع لهم مايتطلبونه منهم ….اما عن تسمية حي اﻻربعين بهذا المسمي فهذا ماسنعرفه باذن الله في اللقاء القادم قبل ان نغوص في اعماق هذا الحي الشعبي النابض بالحياه
انتظرونى … فاروق متولى