رئيس مجلس الادارةحسام محمود
رئيس التحريرأمينه سعد

مريم سمير تكتب / الحساب

  • أدب , قصه
  • 05 أبريل 2016
  • 2702 مشاهدة
مريم سمير تكتب / الحساب
 اركبي يا سحر…قالها وهو ينظر لها بصرامة لم تعهدها منه من قبل إلا أنها نفذت أمره كعادتها منذ إن عرفته من عشرين عاما…فهي لم تعرف لنفسها إما ولا أب لم تعرف سواه…الحاج جاد هو من رباها وعلمها حتى أنها عندما انتهت من دراستها في هذا العام عينها عنده فورا كسكرتيره
 لم يكن له أولاد وكان يعاملها كابنته ، نظرت له وهم صامتين وتفحصته كان وجهه مليء بالتجاعيد وشعره قد ابيض معظمه ،لم تكن تعلم سنه بالتحديد لكن كانت تعلم إن في حياته سرا خاصا لم تعرفه أبدا ، سر جعل نظراته نارية ويده قويه وصمته طويل لا يستطيع احد من العاملين معه إلا احترامه والصمت بدورهم حتى يتكلم هو ألا أنها جازفت وقطعت الصمت متسائلة:إلى أين نحن ذاهبين ؟ رد عليها مقتضبا:سوف تعرفين حالا وعادت السيارة تغرق في الصمت من جديد
تابعت الطريق ببصرها كتسلية ، ولاحظت انه يسير في طرق غير مستوية وضيقه حتى وصل لمنزل من دور واحد يختلط في بنائه الخشب بالطوب وكان يقف إمام المنزل رجل ضخم الجثة ما إن توقفت السيارة ونزل منها الحاج جاد وسحر حتى جرى الرجل ليقبل يد جاد الذي سحبها منه بسرعة وسئل : كيف حاله ؟ فرد الرجل:بخير يا سيدي اننى اعتنى به جيدا كما امرتنى أمره جاد إن يفتح القفل وما إن فتحه الرجل حتى ضرب جاد الباب بقدمه فانفتح قال لسحر : أدخلي ثم دخل ورائها وأغلق الباب .
كان المنزل في الحقيقة مخزن مليء بالجولات التي لم تدرى سحر ما بها ومن بين الاجوله كان هناك رجل عجوز ضامر الحسد ضعيف البنية قابعا مستسلما على الأرض، وفى ضوء المصباح الشاحب قال جاد:عبد الهادي…عبد الهادي ، قام الرجل من على الأرض عندما سمع النداء وقال وهو يفتح عيناه ليرى جيدا:من…من ثم اتسعت عيناه بالذعر قائلا:جاد وارتسمت على وجه أمارات الفزع بينما قال جاد : هل تذكرني لعلك لم تنسى بعد ما فعلته بي ، نظر إلى سحر ثم أكمل:إلا تسلم على من معي سلم عبد الهادي على سحر فقال جاد:إلا تعرف من هي وأكمل بحسرة : هل يمكن لاى أب إن ينسى ابنته ، صرخ عبد الهادي : ابنتي .. سحر ابنتي
ذهلت سحر ونظرت لجاد الذي قال وهو ينظر لها : نعم يا سحر انه أبيك ، أبيك الحقيقي ، صرخت سحر فرحه : أبى أبى وألقت بنفسها بين زراعي عبد الهادي الذي صاح وهو يبكى : ابنتي ابنتي نظر إلى وجهها ثم عاد يحتضنها فرحا ، هنا حدث ما لم يكن احد يتوقعه لقد اخرج جاد مسدس صغير من جيبه وأفرغه في ظهر سحر،جحظت عينا سحر وخرجت من فمها حشرجة طويلة تقطع نياط القلب ألتفتت إلى جاد بكل جسدها ونظرت ذاهلة إلى المسدس الذي في يده والذي لايزال يخرج منه عمود دخان ثم سقطت على الأرض جثه هامدة
 بينما نظر عبد الهادي ذاهلا إلى يديه الممتلئتين بدماء ابنته وما لبث إن هوى على ركبتيه بجانب الجثة صارخا : سحر…سحر…ابنتي واحتضنها وهو يبكى ويصرخ
 هناتكلم جاد بهدوء قائلا : الأن قد صفى ما بيننا من حساب ، منذ عشرين عاما قتلت ابني …ابني زاهر الذي يوم إن فرحت بتخرجه يوم إن أطلقت عليه الرصاص لتقتله ، كان كل ما امتلك وقد جئت أنت لتضيعه ثم صاح : كان على إن انتقم إن اشفي غليلي منك إن ابرد ناري التي كانت تزداد سعيرا مع مرور الأيام والسنين،ألتفت إلى عبد الهادي وقال:لم يكن امامى إلا ابنتك لأحقق انتقامي فيها ، اعتنيت بها .. ربيتها..أدخلتها نفس الكلية التي دخلها زاهر وعندما تخرجت وهى في نفس سن ابني جئت بها اليك لتقتل بين يديك وتمتلئ بدمها وعلا نشيجه وهو يقول:كما قتلت ابني بين يدي وامتلئت يدي بدمه…دمه الغالي الذي لازلت أراه حتى ألان،لقد تركتك تعيش تركتك تعيش كل هذه السنين وأبقيت عليك لترى ما سوف يحل بابنتك ثم تماسك وقال بهدوء قاتل:الان لقد حققت العدل وصفيت حسابي وكل منا قد استخلص دينه من رقبة الأخر ،وخرج جاد من المخزن تاركا خلفه بكاء عبد الهادي على خلاص دينه….على ابنته.. (تمت)

شارك برأيك وأضف تعليق

حقوق النشر لموقع الكاميرا نيوز 2024 ©