رئيس مجلس الادارةحسام محمود
رئيس التحريرأمينه سعد

نبيل نعيم مؤسس تنظيم الجهاد الأسبق:زوج ابنة خيرت الشاطر الممول الرئيسي لجريمة الروضة

نبيل نعيم مؤسس تنظيم الجهاد الأسبق:زوج ابنة خيرت الشاطر الممول الرئيسي لجريمة الروضة

حوار: ياسمين عبد الـحمـيد

دنسوا بيت الله، وانتهكوا حرمة المساجد، وأفسدوا في الأرض، وفعلوا كل شيء يخالف العقيدة والشريعة والإنسانية، ومازالت هناك وجوه سوداء قبيحة تملؤها الشماتة والسخرية تُبرئهم، وتقف إلي جوارهم إما بالسكوت المُخزي أو الفرح المُشين.

هؤلاء الخونة كثيرون، منهم علي سبيل المثال لا الحصر، خديجة ابنة الإرهابي الإخواني خيرت الشاطر، التي دونت علي حسابها بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” قائلة: “فاكرين أيام ما كانوا بيقولوا، طول ما الدم المصري رخيص!”، كلمات لا تحمل في طياتها سوي الشماتة والحقد، وتؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أن هذه الجماعة الإرهابية هدفها الأول والأخير هدم مصر، وقهر شعبها. 

الفكر التكفيري، والتنظيمات الإرهابية بشتي مسمياتها، جميعها تقع في خانة واحدة، والجميع يُدرك أن بذرتهم تعود لفكر جماعة الإخوان الإرهابية، وجزاؤهم واحد ولا يجب أن نستثني منهم أحدًا، فدماء المصلين تُلطخ يدهم وقلوب الأمهات الثكلي المحترقة تدعونا جميعًا لملاحقتهم وكشفهم وتعريتهم أمام العالم، ليعرف الجميع من هو الممول والداعم والشامت والحاقد والكاره لمصر وشعبها.

الحديث مع الشيخ نبيل نعيم، تعود أهميته لعدة أسباب أبرزها بالطبع أنه كان أحد القيادات بالجماعة الإسلامية المُسلحة، ويعرف الكثير عن فكر وتنظيم هؤلاء المجرمين، ورغم انشقاقه عنهم، إلا أنه اتخذ من تعريتهم وكشفهم سبيلًا لجهاده في الحياة، فأخذ يدرس ويبحث وينقب عنهم، حتي بات خبيرًا في شئون حركات الجهاد.

• كيف تري الحادث الإرهابي الغاشم الذي استهدف مسجد الروضة بالعريش؟ 

– عملية غادرة وخسيسة ولم تكن الأولي عند هؤلاء الخوارج ولن تكون الأخيرة، فبالتأكيد أن منفذي تلك الحادثة الإرهابية علي صلة وثيقة بمن حاولوا تفجير المسجد النبوي العام الماضي، وتورطوا أيضًا في تفجير العديد من مساجد اليمن وسوريا، وليس لديهم أي مانع من تفجير الأزهر نفسه، فهم يدعون أن الجميع كفار سواء الجيش أو الشرطة أو المدنيين، الكل سواء في التكفير، ما لم يتفقوا معهم في وجهة نظرهم حتي وإن كانوا مسلمين يركعون ويسجدون. 

• لماذا أطلقت علي منفذي العملية “خوارج”؟ 

– بالطبع لأنهم كذلك، فأفعالهم المشينة الدامية تؤكد ما قاله الرسول صلي الله عليه وسلم قبل ألف عام: “يأتي في آخر الزمان قوم يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان،غزيرو اللحية، مقصرو الثياب، محلقو الرؤوس، يحسنون القيل ويسيئون الفعل، يدعون إلي كتاب الله وليسوا منه في شيء”.

هذه الجماعة وما تقوم به يتفق تمامًا مع أفكارهم الوهابية السلفية التي اعتنقوها منذ مئات السنين، وهم لا يقتلون ولا يكفرون من يختلف معهم فقط بل إنهم يتقاتلون فيما بينهم والدليل أن تنظيم ولاية سيناء كان يحارب داعش والتنظيمان تحت مسمي واحد ويعتنقون الأفكار ذاتها. 

• وكيف يمكن التصدي لتلك الأفكار؟ 

– الفكر الوهابي السلفي ظل في مصر لأكثر من ثلاثين عاما وجاء حتي قبل الإخوان المسلمين بمائة وعشرين عامًا، وقام علي أكتاف مؤسس الدعوة الوهابية في السعودية محمد عبد الوهاب، الذي أفتي بقتل الحجاج آنذاك لأنهم يتباركون بقبر النبي ويقبلونه، وهدم بيت النبي صلي الله عليه وسلم، وجميع منازل الصحابة، وبيت أم المؤمنين خديجة، وكفر جميع من يتباركون بأهل البيت، وقال عبد الوهاب في أحد اجتماعاته بجماعته الوهابية لولا الفتنة لهدمنا قبر النبي، وتبرأ منهم ملك السعودية وقتها، لما ينشرونه من فتن تهدد المجتمع الإسلامي كله، ونقلوا هذا الفكر لمصر بكل ما فيه، وتمثل ذلك في شيوخ الوهابية أمثال محمد حسان، ومحمد حسين يعقوب، وياسر برهامي، وباتوا ينشرون أفكارهم ويتسللون لعقول الشباب ضعاف الدين والعقيدة ليسيطروا بفكرهم الإرهابي التكفيري عليهم، ويبدو أن وجوه هؤلاء اختفت من الساحات الإعلامية، لكنهم لا يزالون يبثون سمومهم الفكرية من خلال أشرطة تسجيلية، وعلي مواقع الإنترنت والتواصل الاجتماعي، وإن أرادت الدولة محاربة هذا الفكر فعليها بمصادرة كل تلك التسجيلات ومنع تداولها وتغيير الخطاب الديني المتمثل في وسطية واعتدال الأزهر الشريف. 

• هل لديك معلومات مؤكدة حول المتورطين في هذا الحادث؟ 

– علي الأرجح أنهم 30 فردًا وتلك الهجمة كانت مُعدة مسبقًا إعدادًا جيدًا من سلاح وتنظيم وقوة بشرية، وعلي الأرجح أيضًا أن 50٪ من منفذي العملية يعيشون بين أهل سيناء فهؤلاء علي دراية كاملة بالمنطقة جغرافيًا وسكانيًا، وكانوا يعرفون جيدًا عدد المصلين المستهدفين، وتلك العملية تمت بناءً علي توجيهات وتعليمات واضحة وصارمة من أيمن عبد العزيز زوج ابنة خيرت الشاطر، ويحيي موسي، المتحدث باسم الإخوان من قطر، وتم الاتصال بجماعة أنصار بيت المقدس، وتم التخطيط للعملية بأكملها، وهذا ليس كلاما مُرسلا إنما قاله بعض من أعضاء التنظيم بعد إلقاء القبض عليهم، حيث أكدوا أنه لولا الدعم المادي الذي يصل من عائلة الشاطر لما استطاعوا تنفيذ عملية واحدة في مصر.

• أنت تتهم الإخوان بتمويل داعش وأنصار بيت المقدس؟

– ومن غيرهم يمولهم بالسلاح والمال والعتاد والعناصر البشرية؟، نحن نُشاهد كل شهرين علي الأقل حادثا إرهابيا سواء بمتفجرات أو عبوات ناسفة أو اغتيالات، وذلك كله منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي الحكم، فإن لم يتوافر دعم إخواني دولي لتلك التنظيمات، لن يستطيع هؤلاء مواجهة الدولة لأكثر من 4 سنوات.  والدليل علي ذلك أن الجماعة الإسلامية قديمًا كانت تلجأ لسرقة محال الذهب الخاصة بالمسيحيين، لأنه لم يكن لديهم تمويل، وسأسرد حكاية بخصوص الإرهابي عادل حبارة، تكشف كواليس تلك التمويلات، فمنذ سنوات طلبت قطر من داعش في سوريا القيام بعملية كبيرة في مصر، مقابل مليون دولار، ليقوم الدواعش بسؤال شخص مصري معهم حول وجود شخص قادر علي تنفيذ العملية ليجيبهم بأنه موجود، والذي اتصل بحبارة وأخبره بضرورة التجهيز، وأنه سيعطيه التمويل، اللافت أن داعش أخذت 900 ألف دولار وأعطت القيادي المصري 100 ألف دولار فقط، والقيادي المصري أخذ 90 ألف دولار، وأعطي حبارة 10 آلاف دولار فقط، وهذه الحكاية تكشف كيف تسير فكرة التمويل بصورة معقدة أحيانًا. 

• وكيف يتم التواصل فيما بينهم وهم داخل السجون؟ 

– أنا كنت مسجونا لفترة كبيرة مع هؤلاء، والاتصال أمر بسيط للغاية، الهواتف المحمولة تتخطي كل الأسوار والجدران، فكل قيادي من الإخوان يتمتع بعيشة رغدة داخل السجن، ويتواصل مع أي شخص يريده وقت ما يشاء، وإن لم يتوافر له الاتصال بالهاتف يكون الاتصال بالنظرات وأحيانًا لغة الإشارة داخل جلسات المحاكمة التي تستمر لساعات طويلة. 

• ألا تري أن حادث الروضة يؤكد اختلاف استراتيجية التنظيمات الإرهابية في مصر؟ 

– لا أري ذلك إطلاقًا، فهؤلاء لا يفرقون بين مسلم ومسيحي ومدني وفرد أمن، إبادة الجميع واجب وطني لديهم، وقناعتهم الساذجة التي ملأت رؤوسهم أوحت لهم بذلك، والسبب الرئيسي لاختيار مسجد الروضة، هو أن المنفذين يعيشون بين أهل المدينة، فيسهل بذلك الانسحاب بعد أداء المهمة والاختفاء، ولكن الهجوم علي المدنيين أمر بات واردًا في الأيام المقبلة، وعلينا توخي الحذر جيدًا، ولا أستبعد  قيام عناصر “داعش” وجماعة “أنصار بيت المقدس” التابعة للتنظيم باستهداف أماكن تضم تجمعات كبيرة للمدنيين، مثل المولات، ومحطات القطارات، والأسواق، والمدارس، وأي مكان آخر به تجمعات سكانية.

• وكيف لنا مواجهة هذا الخطر؟ 

– لدينا نوعان من المواجهة، الأول هو المواجهة المسلحة، والاستعداد للإرهابيين، خاصة العائدين من سوريا والعراق، لأنهم مدربون وخاضوا العديد من المعارك، وسيسعون لاستهداف منشآت مدنية وعسكرية، بينما الشق الثاني مواجهة الفكر المتطرف، مثل أفكار الإخوان والسلفيين، وإعلاء منبر الأزهر الشريف، وتسيير العديد من القوافل الدعوية خاصة في القري وفي صعيد مصر لأن هؤلاء يستقطبون الشباب منذ بلوغه سن الـ 12 عامًا. 

• هل تشعر بأي تقصير من جانب الدولة؟ 

– الرئيس عبد الفتاح السيسي وحكومته، خصوصًا وزيري الدفاع والداخلية، يقومون بواجبهم علي أكمل وجه ممكن، ولنا في حادث الواحات عبرة فلم يهدأ فرد في تلك المنظومة إلا بعد تصفية كل من قاموا بالعملية وإعادة الضابط المختطف محمد الحايس، لكن هذا لا يمنع أن هناك تقصيرا في تحقيق العدالة فبطء إجراءات التقاضي جعلت هؤلاء يستمرون في عملياتهم الإجرامية الوحشية التي نجني ثمارها يومًا تلو الآخر، فالحُكم يجب أن يكون رادعًا ومنجزًا، وخير مثال علي ذلك حديث محمد البلتاجي حينما قال: “هذا الذي يحدث في سيناء يتوقف في اللحظة التي يعود فيها محمد مرسي للحكم”، فهذا اعتراف رسمي منه كيف لا يعتد به أمام القضاء المصري.

• هُناك دعوات تم إطلاقها بتهجير أهالي سيناء لردع الإرهاب، هل توافق؟ 

– من يتحدث عن تهجير أهالي سيناء مجنون ومختل وسيئ النية وأشكك في نواياه، سيناء ليست مدينة صغيرة مساحتها 10 كيلو مترات فمساحتها ثلاثة أضعاف مساحة إسرائيل، والتهجير من الأساس ليس حلاً فالأولي كنا نُهجر المُقيمين حول الكنيسة البطرسية، هؤلاء الإرهابيون ليس لديهم موطن، ولا يوجد معهم شيء غير السلاح، ولو تركنا لهم سيناء لأقاموا منها دولة الخلافة التي يحلمون بها، وأقول لأي شخص يردد نغمة التهجير أنت بذلك لا تخدم إلا صالح إسرائيل.

@ نقلا عن مجلة اخر ساعة

شارك برأيك وأضف تعليق

حقوق النشر لموقع الكاميرا نيوز 2024 ©