ياسمين سمير تكتب / العائدون من الجنة
- مقالات
- 01 أبريل 2016
- d M Y
- 2505 مشاهدة
لما كان خروج آدم من الجنة أمراً حتمياً بعدما أكل من شجرة المعرفة ، كان خروجه من جنة ال18 يوماً أمراً طبيعياً أيضا فلكل شئ اذا ماتم نقصان فى تلك الجنة.
تصور البعض أنه لاتحرش ولا اغتصاب ولاشئ بذئ يقال أو يفعل فيها ، هو بإختصار عالم اخلاق افتراضي صنعه المصريون ، وألهمهم وتفاعلو معه حتى الذوبان ، وفى غمرة الفرح والانتشاء أصرو على نقل ذلك العالم لأرض الواقع العملي ” خارج الميدان” فإصطدم المصريون بالتجربة العملية وبعقولهم انفسهم التى كانت أولى بالثورة عليها ،فخرجوا ووجدوا أن النقيض في كل شئ يحيط بهم من كل جهة..وتقطعت بهم الأسباب
منهم من أراد أن يرتدى جلباب المشيخة في النصف الأول من يومه ويكيل السباب لزملاؤه ممن يجعلون هلاوسه تطفو على مخيلته ويؤرقون عليه مضجعه ثم في النصف الأخر من اليوم تراه تلائمه شخصية مستر هايد حيث فعل النقيض .. ومنهم من تصور أن قمة الثورية هي أن تُثور على كل شئ تراه أمامك فتُثور مشاعرك وأرائك وكل شئ تقع عليه عيناك أن تراه ثائراً يعنى أن ترفعه لمصاف الملائكة فالملائكة لاتخطئ .
أما البعض الأخر ذهب لإتخاذ الثورية غطاءاً لما يفعل ..فأن تكوني ثورية أو ذات إتجاه مؤيد للنسوية فهذا يعنى – من وجهة نظره – اختباراً جيداً لأخلاقك ولعذريتك إن أمكن الأمر ..فالتحرر في نظرهم هو التحرر من كل شي حتي اخلاقك وتصبحين سهلة المنال وإلا فانتِ مدعية ولستِ بمتحررة وكاذبة.
ووسط هؤلاء وقف البعض يلعنهم جميعاً ، فالشيطان الذي اخرجهم من الجنة قديماً تمثل في شخص واحد أما الآن تمثل لهم في عدة أشخاص تخرجهم من جنتهم المزعومة التي ادمنوها سابقاً الي جنة لم يألفوها ، فمن يعشق منطقة توسط اللاشئ لا يدمن غيرها .
تعدد مفهوم الجنة عند كل منا ..ولكن بقي مفهوم العودة منها واحداً عند كلاً منا حتي وان اختلفت الصيغة