مراهقات في الكوشة
- الأسره والطفل , تحقيقات
- 06 مارس 2019
- d M Y
- 27397 مشاهدة
تحقيق
سمر فوزي / ياسمين علي
في الآوان الاخيرة استيقظت فكرة الزواج المبكر مرة اخري في مجتمعنا العربي بالرغم من كثير من الدول اصدرت قوانين وتشريعات من اجل حماية حقوق المرآة، ولكن قوة العادات والتقاليد وتمسكهم بها جعلتهم يتجاهلو ذلك القوانين ،ويلجؤ الي زواج البنت مبكراً من اجل السترة .
لم تكن السترة هي الدافع الوحيد لزواج الفتاة مبكراً ولكن ايضاً الظروف الاقتصادية السيئة للاهل والفقر والبطالة و العنوسة والشرف والعفة كل ذلك يجعل بعض الآباء يوافقون علي اول عريس يطرق الباب حتي وان كانت الفتاة اقل من العشرين عام.
اطفال ضحايا آبائهم وضحايا العادات والتقاليد وضحايا المجتمع ايضاً…
اين حق الفتاة في استكمال مسيرتها التعليمة، وحرمنها من الحق في العمل ، وحرمنها من الحق في اتخاذ القرار ، وحرمنها من ابسط حقوقها الانسانية وهي اختيار شريك الحياة.
سألنا بعض الفتيات والاهل عن الزواج المبكر واصبحنا بين مؤيد و معارض ، وآراء عديدة ومختلفة ….
آيات فتاة ال 25 عام : انا اتجوزت وانا عندي 18 سنة ، وكنت في الفرقة الاولي بكلية العلوم ، ولكن بسبب اصرار اهلي علي زواجي في هذا السن لم استطع استمراري في الكلية بسبب انشغالي وعدم قدرتي علي ترتيب وقتي بين البيت والكلية فتركتها واصبحت حاصل علي شهادة الثانوية فقط .
الاستاذة رباب : اري ان زواج الفتاة مبكرا سترة وتخفيف العبء علي اهلها من مصاريف ،ولديها فرصة ان تكمل تعليمها اذا ارادت فالزواج لا يمنعها من ذلك ، ولكن الذي يمنعها هو كسلها وليس الزواج.
الحاجة صباح : اعارض فكرة الزواج مبكراً، وكان زواجي في سن مبكر كارثة بكل المقاييس ، لانه عطلني عن استكمالي لتعليمي وتحقيق ما كنت اتمناه واسعي اليه منذ الصغر بسبب انشغالي في رعاية بيتي وزوجي ، وكنت اتخيل انني سأعوض ما فاتني واكمل ، ولكن جاءت الاولاد وكثرت المسئولية والاعباء ، ولن اكرر ذلك مع بناتي ، فلن اوافق ابدا علي تزويجهم قبل انهاء دراستهم الجامعية .
سارة كرم : تمسكت بالتعليم ورفضت الزواج في ال 19 عام ، ولكن والدي ارغمني علي ذلك بسبب ظروفنا المادية ، ووعدني علي ان اكمل تعليمي ،فلبيت رغبة والدي وتزوجت وانا في الفرقة الثانية بكلية التجارة ، وانجبت ابني يوسف وانا بالفرقة الثالثة وكنت شديدة القلق لجهلي فالتعامل مع الاطفال وكنت قلقة ايضاً علي تعطيلي عن الكلية ولكن ظلت امي بجانبي طوال فترة تعليمي حتي انتهيت من الدراسة الجامعية ، واشتغلت بعد ذلك ، فرأيت ان الزواج المبكر لم يعطلني عن دراستي وافضل من ان يطلق علي لقب عانسة.
مي محمد : الزواج المبكر لم يكن الامر غريب في وقتنا الحالي فاصبحت ظاهرة منتشرة ، انا اري ان الزواج مبكراً علي حسب البيئة والبلد ، فسن الزواج يختلف من بلد لاخري علي حسب العادات والتقاليد ، لو راينا فتاة الريف فانها نشأت في حياة صعبة مليئة بالخشونة من كل ما كانت تقوم به من اعمال يدوية فعندها القدرة علي تحمل المسئولية واعباء كثيرة ، علي عكس فتاة المدينة فهي مرفهة اكثر ، ولا تستطيع تحمل المسئولية في سن مبكرا ، ويجعل زواجها المبكر يفشل .
نورهان ابراهيم فتاة ال 22 عام : من وجهة نظري ان الزواج المبكر له اضرار نفسية عديدة ، انها مش مستوعبة يعنى ايه زواج ومفاهيمه الكتير من مسئولية ومشاركة واهتمام ، وانها بتبقي حد صغير لسة طفلة يعتبر او مراهقه ، وعايزة تعيش حياتها وتخرج وتلعب وتتفسح ، وتحقق حاجات كتيير في حياتها وبيبقي عندها اهداف كتيرة .
وفقاً للاحصائيات والبيانات الرسمية يحدث حالة طلاق كل 4 دقايق في مصر ، ومن الاسباب الرئيسية للطلاق هو الزواج المبكر ، لان البنت بعد الجواز بتكتشف ان شريك الحياه مش هو الشخص المناسب ليها ، لانها في الاول لم يكن عندها المقدرة الكافية لاختيار الشخص المناسب، فتطلب الطلاق او تعيش من اجل تربية اطفالها فقط ، وتعيش باقي حياتها تعيسة.
هل زواج الفتاة تحت العشرين ظاهرة يجب تشجيعها ودعمها ام يجب التوقف عن ذلك الظاهرة لما تشكله من خطورة وعواقب وخيمة ؟