= كتب : ابراهيم مرزوق

= محمد فتحي الجرجاوي شاب من محافظة الشرقية ظل يحلم كثيراً أن يكون فناناً متميزاً .. فأستغل موهبته فى الرسم فى تجسيم رسوماته وتحويلها من مجرد رسومات على الورق إلى أشكال مجسمة .. لتخرج من يده تحف فنية يزيد جمالها أنها منفذة من خامات بسيطة .. فيتحول الكرتون من مجرد ورق مقوى إلى أشكال جميلة يمكننا استخدامها كقطع ديكور متميزة .. وعندما سألناه عن بدايته الفنية قال :

= منذ طفولتي وانا أحب الفن والرسم ودائما ارسم وأشكل المجسمات سواء بالطين في فصل الشتاء او بالأخشاب المتاحة وذلك لطبيعة البيئة القروية التى نشأت بها  .. وكانت الأسرة تشجعني وتساعدني بشراء كل مستلزماتي الخاصة لتنمية تلك الهواية .. وفى مراحل دراستى كنت من الطلاب المتميزين بفضل موهبتى هذه .. وكنت معتاد ان ارسم موضوع الرسم لاصدقائى فى المدرسة ..

وبعد تخرجى من كلية التجارة امتلكت محل لبيع المواد الغذائية وأطلقت عليه اسم ( ماركت الفنان ) .. ولم يبعدني عملى عن هوايتي .. فكنت ارسم كثيرا فى أوقات فراغي وكنت ارسم للأصدقاء والأقارب اللوحات التوضيحية المطلوبة منهم بالمدرسة .. وكانت رسوماتي تحوز على إعجاب معلمين الرسم فى مدارس اقاربى ..

ـ ومتى بدأت فكرة تجسيم رسوماتك الى أشكال كرتونية ؟

= فى يوم جائتنى معلمة مادة التربية الفنية من مدرسة احد اصدقائى بعد ان رأت رسوماتي .. فسألت صديقى علي صاحب الرسم وعرفت إني انا الذى قام بالرسم وقالت لي إنها معجبة بالرسومات والأفكار وطلبت منى ان ارسم للمدرسة موضوع عن ثورة يناير وهذا كان بعد الثورة .. فخطر في بالي فكرة كانت تراودني منذ فترة طويلة .. فقلت للمعلمة انه يوجد لدى فكرة لو تم الموافقة عليها سوف أنفذها على الفور ولو تم رفضها سوف أقوم بالرسم المطلوب .. وكانت الفكرة أني أحول الرسم إلي مجسمات كاملة .. وبدأت بالفعل أجرب الفكرة وهل سوف تنجح معي ام لا .. والحمد لله نفذت اول عمل لي وهو مجسم كرتون لميدان التحرير وثوره يناير كاملة ..

ـ وهل وافقوا على فكرتك ؟

= وافقوا وبحماس شديد لم أكن أتوقعه فالحمد لله الماكيت نال أعجاب المدرسة كلها

وقدمته هدية لهم ولم أتقاضى اجر عليه .. وراقت لى الفكرة وأحببتها ووجدت نفسي فى هذا العمل .. فبدأت أطور في الفكرة وأحاول مشاهدة أعمال الفنانين الآخرين لكى اتعلم منهم .. فلم أجد شئ .. بحثت علي النت ايضا فوجدت أعمال لمبدعين أجانب وكانت صور فقط ..

فزاد إعجابي بالموضوع لانه دخل في مرحله التميز والانفراد ..

وازدادت الصعوبة لانى أقوم بانشأ طريق جديد لى ولا اعلم نهايته ولا الخطوة التالية لانه لا يوجد احد لكى امشي علي خطاه لان دى مدرستي الشخصية وانا الذى أضع القواعد الخاصة بها ..

ـ وهل فكرتك لاقت التشجيع ؟

= فى البيت شجعوني بكل قوة ودعموني مادياً ومعنوياً كذلك بعض الاصدقاء وبعض من زبائن المحل وأيضا أشخاص كثيرة أشادوا بالفكرة عندما نشرت بعض هذه الأعمال على النت ووصفوها أنها أعمال مميزة .. ومع هذا التشجيع كان يوجد بعض الاشياء التى من الممكن ان تصيبني بالإحباط .. فبعض الاصدقاء وبعض زبائن المحل يقولون أننى أضيع وقتي فيما لا يفيد ولا أركز جيدا فى عملى داخل المحل ..

وكانت هناك كلمات صادمة اسمعها وفي بعض الأحيان كانت هذه الكلمات تحبطني بعض الشئ وتؤثر فى معنوياتي وأقرر أني أتوقف عن العمل .. لكن كنت أحاول مرارا وتكرارا أني اثبت واعمل وأطور من عملي والحمد لله هذا حدث عندما تم إجراء اول لقاء صحفي وكتب اسمي وموهبتي وأعمالي واسم القرية التى أعيش بها فتغير كلام المحبطين وازداد تشجيع الأحباب .. وبدأت اشتغل وأطور من الموهبة ذاتياً ..

ـ وهل تأثرت أعمالك مع موجة زيادة الأسعار التى تشهدها مصر فى الوقت الحالي ؟ = لا .. فالكرتون الذى استخدمه فى أعمالى متوفر في كل مكان .. وبطبيعة عملي فهو متوفر في المحل والحمد الله وبعض المندوبين يحضرون لي كميات كبيرة من الكرتون الزائد لديهم للمساعدة في أتمام الأعمال .. وانا الخامات التى استخدمها اثناء العمل بالإضافة الى الكرتون هى عجينة ورق وبعض كراتين البيض الفارغة وغرا ابيض وشمع ومشرط حاد وهذه الأدوات أسعارها زادت بعض الشئ ..

ـ ما هى الصعوبات التى تواجهك اثناء العمل ؟

= تواجهنى صعوبة عند نقل الأعمال المنفذة فأحياناً تكون كبيرة الحجم واحرص عليها من التلف .. وأيضاً يحدث احيانا جفاف للمادة اللاصقة فتتفكك الأشكال وأعيد تلصيقها مرة أخرى وهذه يتطلب منى وقت ومجهود كبير ..

ـ هل شاركت بأعمالك فى معارض او مسابقات ؟

= الحمد لله في هذه الفترة اشتركت في عدة  معارض وكان أول معرض لي في مكتبة مصر العامة .. بعد ذلك شاركت فى معارض بساقية الصاوي وبيت السناري وقصر ثقافة الجيزة واتليه القاهرة وقصر ثقافة المنيا والقرية الفرعونية ..